الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الهادي بالرخيصة ولسعد الورتاني: في الليلة الظلماء يفتقد البدر

نشر في  04 جانفي 2014  (10:08)

يقال في لهجتنا التونسية العامة "الباهي ما يقعدش" ويتزامن ذلك حين يرحل ملك الموت باحدى الشخصيات المحبوبة في الأوساط الاجتماعية والتي تلقى اجماعا في زمن التفرقة والتشرذم والانقسامات،ومثل الحال ينطبق الى حد بعيد مع اللاعبين الدوليين السابقين الهادي بالرخيصة ولسعد الورتاني رحمهما الله وهما اللذان اختطفهما الموت في ريعان الشباب وبلا سابق انذار دون توديع الأهل والخلان.. ولعل من صدف الدهر أن يؤرّخ تاريخ الرابع من جانفي لكل سنة ذكرى رحيل عزيزين على قلوب الأسرة الرياضية خاصة وكل الفئات والشرائح التونسية عامة، ف"بلها" و"الزقو" -كما اشتهرا بين ظهرانينا- كان كل منهما رمزا للعب الرجولي والقتالي بلا حسابات ولا مزايدة ولا هم يحزنون،وعلاوة على ذلك اتّسم كل منهما برفعة الأخلاق وحسن المعشر..ولأجل ذلك بكتهما تونس مرّتين بين 1997 و2013 وستبكيهما دائما من شمال البلاد الى جنوبها مرورا بساحلها ووسطها وغربها طالما أن الفقيدين وأينما حلاّ لم يتركا الا الذكرى الطيبة والانطباعات الايجابية... لسعد والهادي اختارا الرحيل بلا ضوضاء ولا بهرج ولذلك أحببناهما أكثر وهما في دار الخلد ان شاء الله وستظل ذكراهما حاضرة وطيفهما بيننا كلّما استرجعنا شريط الرجولة الكروية الذي لن يقصّه سواهما في زمن ابتلينا فيه -والحمد لله- بأشباه كوارجية ديدنهم الأموال والمساومة والابتزاز، أما عدا ذلك فلا يعني لهذا الجيل شيئا..لأجل كل هذا لن ننسى بلها والزقو..ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر...

طارق العصادي